وعين "الموبايل" (الهاتف المحمول)، التقطت فيديوهات لسنوات الثورة السوريّة التي ستبلغ الأربع، ليخزّنها موقع "يوتيوب" كذاكرةٍ للسوريين، فكانت شاهدةً على مآسيهم وانتصاراتهم، فضلاً عن منازلهم المدمّرة وأصدقائهم الذين قضوا على أيدي قوات النظام وعناصر أمنه.
واليوم، تبدأ فعاليات مهرجان "سورية لأفلام الموبايل". وهي "مبادرةٌ لتشجيع ودعم المواهب للتعامل مع كاميرا الموبايل كوسيلة إبداعية وليست فقط إخبارية، ومحاولةٌ لخلق منصة عرض فاعلة للتجارب الجديدة"، بحسب ما يقول عامر مطر، أحد مديري المهرجان لـ"العربي الجديد".
تُقام الدورة الأولى من مهرجان "سورية لأفلام الموبايل"، الذي أطلقته "مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية"، في كل من مدينة كفرنبل ومنطقة جبل الزاوية بريف إدلب، ومدينة حلب، ومدينتي الأتارب والباب في ريفها. كما يُقدّم المهرجان بعد انتهاء عروضه في الداخل السوري، عروضاً دولية في مدن كباريس ولندن وبرلين.
ستُعرض طوال ثلاثة أيام من المهرجان، مجموعةُ أفلامٍ قصيرةٍ مصوّرةٍ بكاميرا الهواتف، تتناول معظمها تجارب السوريين في ظل الظروف التي يمرّ بها بلدهم. ويتنافس 11 فيلماً مشاركاً في المهرجان، على أربعة جوائز، هي: التسجيلي التجريبي، والتسجيلي القصير، والمواطن الصحافي، وعين المشاهد.
ويُشير عامر مطر إلى أنّ المهرجان سيكون منصة عرضٍ أولى لفيلمين وثائقيين طويلين ساهمت كاميرا الموبايل بأجزاء كبيرة منهما، إذ يفتتح بفيلم "ماء الفضة" للمخرجين أسامة محمد ووئام بدرخان، ويُختتم بفيلم "الرقيب الخالد" للمخرج زياد كلثوم.
وكان المهرجان قد استقبل 21 فيلماً ومشروعاً في شهر آذار/ مارس الماضي، بعدما أقام ورشة تدريبيّة مع مجموعة من المخرجين والمواطنين الصحافيين في الشمال السوري، حول احتمالات استخدام كاميرا الموبايل كوسيط فني بديل.
يُذكر أن "مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية"، وهي مؤسسة إعلامية سورية، تعمل حالياً على صنع مواد إعلامية مصوّرة، وإقامة نشاطات مدنية، من خلال فريق عمل مكوّن من صحافيين وسينمائيين وناشطين، موزّعين في مجموعة مناطق داخل سورية وخارجها.